حضارة المايا: عراقة التاريخ وإبداع الإنجازات

 | 

أثبتت حضارة المايا إنجازاتها من خلال ما خلفوه وراءهم، والتي شهدت عظمتهم، حيث كانت إنجازات المايا كبيرة ومختلفة. امتدت حضارة المايا إلى معظم أنحاء أمريكا الوسطى، ووصلت إلى أوجها وازدهارها فى الفترة الكلاسيكية.

استمرت هذه الحضارة مدة 3000 سنة تقريباً، وقد تألفت من عدة دول صغيرة، لكل دولة حاكمها الخاص. وقد سيطرت حضارة المايا على العالم القديم.

والجدير بالذكر انها وقد وجدت مجموعة من القرى المكتظة بالسكان فى جميع أنحاء المناطق التى سكنت فيها حضارة المايا. ولازال هناك بعض المايا يتركزون في المكسيك.

ماذا اخترع شعب المايا؟

اخترع شعب المايا أشياء كثيرة في مجالات مختلفة ومتعددة، وكان لهم أسرارهم الخاصة التي كانت سبباً في بناء حضارتهم في العالم القديم.حيث استطاع شعب المايا النقش على الكهوف والأحجار والصخور، مما كان له دور كبير على ثقافتهم، وقد تم نشر هذه الثقافة لكثير من الدول والحضارات الأخرى.

شعب المايا وعاداتهم وتقاليدهم

حضارة المايا - شعب المايا وعادتهم وتقاليدهم

ظهرت قبيلة المايا منذ آلاف السنين، وكان لهم دور في نشر العديد من العادات والتقاليد الخاصة بهم. كما أنهم يعدوا من أهم الشعوب والقبائل، وذلك لما لهم من أدوار كثيرة وثقافات مختلفة ومتنوعة.

ويتكون شعب المايا من العديد من طوائف المجتمع فكان بينهم المزارعين، والتجار، والقساوسة، بالإضافة إلى النبلاء والعبيد.

كما اشتهر شعب المايا بعادات وتقاليد غريبة فكان منها على سبيل المثال، قيامهم بخلع جميع أسنانهم، فيما عدا الطبقة العليا والنبلاء فقط هم من لهم حق الاحتفاظ بأسنانهم.

وتميز رجال المايا بأن لديهم أنف على شكل منقار، وابتكر رجال المايا بعض التركيبات الخاصة التي تجعل الأنف على هذا الشكل، وكان من بينهم من يضع بها الأحجار الكريمة.

إنجازات حضارة المايا

حضارة المايا - إنجازات حضارة المايا

كانت حضارة المايا شأنها كغيرها من الحضارات، فبرعت في العديد من المجالات وتميزت بها.

الفلك والتقويم: ابتكر شعب المايا نظاماً تقويمياً يسمي الروزنامة، وهو نظام العد الطويل عن طريق وحدات مختلفة تراوح بين يوم وملايين السنين. وتضم الروزنامة ثمانية عشر شهراً، على أن يتكون كل شهر من عشرون يوماً فقط، ماعدا شهراً واحداً يتكون من خمسة أيام فقط ويعرف عند المايا بالشهر المقدس. وقد بدأ استخدام الروزنامة في عام 3114 قبل الميلاد.

أما في مجال الفلك فقد علم شعوب المايا بالتواريخ والأيام بشكل دقيق، كما أنهم عرفوا بتحركات النجوم، وأيضاً ظاهرتي الخسوف والكسوف.

الزراعة: من أشهر المحاصيل التي اهتم شعب المايا بزراعتها هي محصول الذرة، حيث أنها كانت تعتبر المكون الأساسي في أطباقهم.

ويعد شعب المايا هو أول شعب يزرع الكاكاو ويستهلكه. كما زرعوا الفانيلا والفول أيضاً، واهتموا بتربية النحل حيث كان العسل من أهم المشروبات، وكان يعد من المشروبات الروحية لديهم.

العمارة: تميز شعب المايا ببناء المسلات والأهرامات الضخمة، كما ابقت حضارة المايا على بعض المواقع الأثرية ومنها: كوبان في هندوراس، وتيكال في غواتيمالا، وتازومال في السلفادور.

بينما بقى من المعابد معبد كوكولكان؛ وهو يشتهر بوجود إحدى وتسعين درجة على كل جانب من جوانبه تصل إلى أعلى الهرم، لتكون مجموع قاعدة هذا الهرم مع الدرجات الأربعة 365 درجة، وهذا عدد يتطابق تماماً مع عدد الأيام في السنة.

بالإضافة إلى مدينة بالينكي في المكسيك والتي تعتبر من أهم إبداعات شعوب المايا في مجال العمارة، كما أنها تعد من أكبر المواقع الأثرية لهذه الحضارة العظيمة.

الأدب واللغة: يتحدث شعب المايا العديد من اللغات، بلغ عددها 36 لغة. كما أن لهم كتابات أسطورية كثيرة ومتنوعة؛ شكلت هذه الكتابات جزءاً أساسياً من ثقافتهم، ومن هذه الكتابات كتاب المايا المقدس (بوبول فوه).

الرياضيات: عرفت حضارة المايا الرقم صفر على عكس غيرها من الحضارات الأخرى كما أنهم كانوا على دراية ببعض العمليات الحسابية المختلفة كالضرب والقسمة وكذلك الجمع.

الأسلحة: تميز شعب المايا بمعرفته بالكثير من الأشياء والفنون. واستطاع ابتكار أشياء غريبة، حيث أنهم استطاعوا تصنيع الأسلحة من الزجاج الأسود ومن الصخور، ولم يستخدموا الحديد مطلقاً.

الطقوس والدين عند المايا

 الطقوس والدين عند حضارة المايا

سادت السلطة الدينية والسياسية في حضارة المايا، حيث كانت تدير شؤون المجتمع. كما كان لشعب المايا باختلاف طبقاته طقوس دينية متنوعة. وتعددت الآلهة لديهم، فكان لهم احتفالات خاصة كالقداس بالإضافة إلى بعض الاحتفالات عند الطوارئ مثل المجاعات والأوبئة والجفاف.

واعتمدوا الأهرام الحجرية معابد لهم، وكان المعبد مزخرفاً بالنقوش الغائرة أو مرسوماً بتصميمات متقنة.

وكان المتعبدون يقدمون الذرة والفاكهة وطيور الصيد وأحياناً الدم كقرابين وعطايا للآلهة.

وكان من أهم الطقوس الدينية والقرابين المقدمة للألهة هي دهان بعض العبيد والبسطاء والسجناء، و تقديمهم لكي يضحوا بأنفسهم، وكان يتم تجهيزهم لكي يطلق عليهم السهام ثم يلقوا بأنفسهم من فوق الأهرامات، وبعد السقوط يقوموا بخلع قلوبهم ويقدموها كقربان للكهنة.

لماذا انهارت حضارة المايا؟

انهيار حضارة المايا

لم تنهار حضارة المايا بالشكل المعروف لإنهيار الحضارات، بل أنها اندثرت بسبب عدة عوامل منها الحروب، حيث أن شعب المايا فقد حضارته وكل شيء، ولا يوجد سبباً واضحاً لذلك، ولكن عندما دخل الأسبان أثر ذلك عليهم بشدة مما جعلهم يفقدون كل شيء، مما أدي إلى اختفاء شعب المايا.

وكانت المجاعات وتبدل المناخ له التأثير الأقوى لاندثارها، حيث أن تغير المناخ من رطب إلى جاف.

ففي الفترة التي ازدهرت بها حضارة المايا كانت مليئة بالتوسع الزراعي وزيادة عدد السكان نتيجة للمناخ الجيد والرطب، وقد استمر هذا المناخ لفترات طويلة، وبعد تغير المناخ وتحوله إلى مناخ جاف، أدي إلى هروب شعب المايا إلى أماكن أخرى بعيداً عن المناخ الجاف، مما نتج عنه اندثار حضارة المايا.

 

يمكنك الاستمتاع أيضًا بعروض السفر في الولايات المتحدة الأمريكية